روايه ايغفر العشق لكاتبتها ناهد خالد
المحتويات
الجلسه الأولي والمقرره غدا..
دق هاتفها وهي تجلس أمام المرآه وفوق رأسها فتاه تتولي وضع مستحضرات التجميل علي وجهها وتصفيف شعرها بشكل ملائم وجذاب جذبت
الهاتف وردت بخفوت حين طالعت رقم زوجها الحبيب..أو قليل الحياء كما قررت تسميته مؤخرا
_ غيث..
أتاها صوته الواله يهتف
_ عيونه..
أسبلت عيناها بخجل وكأنه أمامها وقالت
رد بنبرته الهادئة
_ آه وصلت.. وأنت وصلتي فين
_ بعمل الميك آب ..
أتاها صوته الحاني يقول
_ ميك اب ايه قوليلهم أنا عاوز حبيبتي زي ما هيا مش عاوز أنا ميك اب ولا الحوارات دي أنت مش محتاجه أصلا.
ابتسمت بسعاده وقالت
_ معلش يا حبيبي لازم برضو ده يوم فرحي يعني مره في العمر.
تنهد باستسلام وقال
لمعت عيناها وهي تقول
_ وأنت كمان وحشتني اوي.
رد مهللا
_ الله أكبر عقدة لسانك اتفكت في الاسبوع ده وبقيت لوز.
_ لوز!!
رددتها بدهشه وهي ترفع حاجبها باستنكار..
أكمل حديثه دون اهتمام لها وقال بخبث
متخليهموش يتقلوا المكياج وميحطوش دبابيس كتير في الطرحة مش ناقص عطله الله يكرمك.
أتتها همهمته البسيطه قبل أن تستمع لحديثه الماكر
_ انا مالي بيهم أنا بتكلم عن عطلتي أنا لما نروح يا جميل.
شهقت بخضه قبل أن تغلق الهاتف في وجهه ملقيه إياه فوق السراحه وتنظر له بدهشه ماذا دهاه غيث! من أين أكتسب المكر والوقاحه في كلماته!
____ناهد خالد ______
رمي عقب سيجارته داهسا عليه أسفل قدمه واقترب منها بأعين لامعه حبا وافتنانا وهتف بصوت لين
تسارعت دقات قلبها ترفرف كحمامه طائره وعضت علي شفتيها بخجل ناظره للأسفل بصمت..
اقترب خطوه فأصبح أمامها تماما رفع وجهها بأصبعه وهتف وهو ينظر لعمق عيناها بنبره دافئه بعدما أصدر تنهيده محمله بالمشاعر المرهقه
_تتجوزيني
قترب خطوه فأصبح أمامها تماما رفع وجهها بأصبعه وهتف وهو ينظر لعمق عيناها بنبره دافئه بعدما أصدر تنهيده محمله بالمشاعر المرهقه
_تتجوزيني
تصلبت قدماها في الأرض وتخشب جسدها وهي تنظر له بتفاجئ لم تتوقع أن يطلب منها الزواج الآن! في منتصف الشارع وبغتة دون مقدمات! الأمر آثار أرتباكها بالفعل.. تحركت شفتاها أكثر من مره تنوي الرد ولكن تتوقف الكلمات علي لسانها وكأنه عقد!!
تأفأف يامن يضيق وقال
_هو أنا بسألك ليه! احنا نكتب الكتاب بكره ان شاء الله والفرح نبقي نحدده بعدين
اتسعت عيناها بذهول وهي تقول
_ايه أصله ده هو سلق بيض! كتب كتاب ايه الي بكره! وأصلا هو أنا وافقت! وفرضا وافقت مش هتتقدملي ولا ايه
رفع حاجبه باستنكار مرددا
فرضا وافقت ده أنا أتاويك هنا ومحدش يعرفلك طريق واحنا لوحدنا أصلا محدش شايفنا بعدين أنا معنديش مانع اتقدملك بكره ونكتب الكتاب بعد بكره..
رفعت حاجبيها برفض وهي تضع يدها في خصرها وقالت
_ أنا ممكن أوافق تتقدم بكره لكن كتب الكتاب ان شاء الله لما ملك ترجع من شهر العسل والفرح لم
رد باستنكار
_ لما لينا تولد صح!
ابتسمت بمرح وهي تقول
_ الله ينور عليك.
امتعضت ملامحه وهو يقول بجديه
_بطلي سخافه.. إن شاء الله نخلي الفرح علي آخر الشهر.. يعني باقي ٣ أسابيع حلوين..
كادت تعترض ولكنه قاطعها پحده
_ مش عاوز أسمع كلمه.
ضيقت ما بين حاجبيها في ضيق وهو تقول
_ايه ده هو أنت هتفرض عليا اتجوز امتي!
رد ببرود ساخر
_ معلش أصل معنديش وقت استني سعادتك ٤ سنين كمان أنا قربت علي ٣٢ سنه مش هستني لما اوصل الأربعين وأنا مستني جنابك.
رغم نبرته البارده المختلطه بالسخريه إلا أنها لمحت الألم والعتاب في حديثه.. يعاتبها علي إضاعة سنين من عمرهم ويتألم لمرور العمر به وهو ينتظرها.. كمنزل تركته وسافرت وحينما عادت وجدته كما هو ينتظرها ويحتويها.. وكم يمقت الأمر حينما يفكر فيه لذا يحاول قدر الإمكان إبعاد تفكيره عن العوده للماضي والبكاء علي أطلاله يكفي ما مضي منه يكفي النظر للخلف فليلتفت للمستقبل الذي يطمح أن يكون أهدي وأجمل مما مضي..
تنهدت پألم وهي تسأله
_ يامن أنت سامحتني!
تجمدت نظراته عليها لثواني قبل أن يرد
_ مكنتش زماني واقف بعرض عليك الجواز لو مسماحتكيش.. عارف أنك بتقولي كده عشان كلامي بس أنا مش قصدي حاجه.. واوعدك أني من النهارده مش هفكر في الي فات.. هقفل الكتاب القديم بكل الي فيه وهفتح كتاب جديد وفي أول صفحه فيه وأول كلمه هتتكب..
اقترب يهمس لها بأعين تفيض حبا بكلماته الخاصه القادره دوما علي إذابة قلبها
_ عارفه قلبي عمره مالامك ولا زعل منك تخيلي يمكن كرامتي وعقلي هم الي غضبوا عليك لكن قلبي دايما كان مشتاق ليك وكتير اوي كان بيبقي عاوز يسأل احمد علي مكانك عشان يجري عليك ويرتاح في حضنك.. بس كرامتي واحساسي بالغدر منعوني أنا بحبك ياتالا عارفه يعني أيه بحبك.. يعني مهما عملتي هلاقي روحي بتشتقالك وقلبي پيصرخ بأسمك..
التقط انفاسه وهو يهمس لها بقصيده مشهوره للشاعر الأكثر شهره نزار قباني مستعيدا ما فعلته معه سابقا حينما كان فاقدا للبصر
_ أشهد أن لا امرأة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنت ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
تقدر أن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سرتها
مركز هذا الكون.
ابتسمت بحب وهي تتذكر عشقه للشعر وقرآته ومؤخرا الإنصات إليه منها هي
فقط.. تذكرت حينما كان فاقدا للبصر ويطلب منها أن تجلس أمامه وتجلب أحد كتب الشعر من مكتبته الخاصه لتقرأه له بصوتها الناعم الذي يتسلل لداخله فيبعث الدفئ والسکينه اللذان كان يبحث عنهما في تلك الفتره العصيبه..ومن كثرة قرأتها له حفظت بعض القصائد التي علقت بذهنها حينما أعجبتها..
ابتسمت وهي تستعيد تذكر أحد القصائد المحببه لها وبدأت في قول جزء منها له بنبرتها القديمه التي كان يحبها دوما
_ قل لي
كيف تصير
متابعة القراءة