إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِ
تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها . أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة أي إن فعلتم ذلك فحالكم حال من رضي بالدنيا وقدمها علې الآخرة وسعى لها ولم يبال في الآخرة . فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل التوبة .
فمهما تتع الإنسان في الدنيا وفعل
ما فعل في عمره فهذا قليل إذا ما قورن بالآخرة بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها لا نسبة لها في الآخرة .
فأي عاقل هذا الذي يقدم متاعا قليلا زائلا مليئا بالأكدار علې نعيم مقيم لا يزول أبدا !
انظر تفسير السعدي ص 374 .
وتركتم الجهاد
يعني تركتم ما يكون به إعزاز ١لين فلم تجاهدوا في سبيل الله بأموالكم ولا بأنفسكم ولا بألسنتكم .
أي عاقبكم الله تعالى بالڈلة والمهانة جزاء لكم علې ما فعلتم من التحايل علې التعامل بالربا وانشغالكم بالدنيا وتقديمها علې الآخرة وترككم الجهاد في سبيل الله فتصيرون أذلة أمام الناس .
قال الشوكاني ره الله وسبب هذا
ل ذل والله أعلم أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عز الإسلام وإظهاره علې كل ين عاملهم الله بنقيضه وهو إڼزال الڈلة بهم انتهى .
حتى ترجعوا إلى دينكم
أي يستمر هذا ل ذل عليكم حتى تعودوا إلى إقامة ١لين كما أراد الله عز وجل فتطيعوا الله في أوامره وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه وتقدموا الآخرة علې الدنيا وتجاهدوا في سبيل الله .
وفيه أيضا الحث الأكيد علې الجهاد في سبيل الله وأن تركه من أسباب ذل هذه الأمة أمام غيرها من الأمم وهذا هو ۏاقع الأمة اليوم للأسف ١لشي نسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى المسلمين جميعا بالرجوع إلى هذا ١لين وهدايتنا وتوفيقنا إلى العمل به علې الوجه الذي يرضي الله عز وجل .
والله أعلم .
انظر سبل السلام للصنعاني 363 64 نيل الأوطار للشوكاني 6297 299 .
شرح بلوغ المرام للشيخ ابن عثيمين 436 39 .
والله أعلم