رواية بنات العطار كاملة بقلم نودي
المحتويات
في البنات
لم يجب الأمير وظهر عليه الحزن الشديد
وبعد أيام مرض وتوقف عن الأكل والشرب وجائوا له بالأطباء والمشعوذين فقالوا إنه مريض بالهوى وهذا لا علاج له وسمع عمه بحالته فإبتهج وقال لقد حان الوقت أن يبتعد هذا الغلام عن الحكم ويخرج للعب مع الصبيان
إحتارت القهرمانة ولم تعرف ماذا ستفعل فكرت قليلا ثم قالت في نفسها سأسأل عن دار مسعود الخياط وأكلمه لعله يجد حلا مع بنات صالح فالأمير لا يزال شابا ولا يستحق أن ېموت من أجل فتاة
قالت له إن الأمير مريض وأنت الوحيد الذي بإمكانك مساعدته إستغرب مسعود وقال لهاكيف ذلك يا امرأة
قالت خديجة الأمير محمود سمع بياسمينة وأحبها لكن جارتكم منوبية احتالت عليه وجعلته يراها مع ولدك وأنت تعرف بقية الحكاية ولما زال غضبه أحس بخطئه
وقال لو كان الأمر بيدي لذهبت إليها من حيني وكلمتها
لكن برهان يحبها أيضا ولقد وعدت بخطبتها له أرجوك أن تفهميني فهو إبني الوحيد ولقد إستجاب الله لدعائي
كانت خديجة تستمع بإنتباه من كلام الخياط وعدما سمعت انا الولد قد وجده في قفة أمام المسجد حتى صډمتها تلك الكلمة ثم سألته هل كان في القفة صرة من الدنانير
نظر إليها الخياط متعجبا وأجاب نعم لقد كان فيها ألف دينار لكن قل لي كيف عرفت
أجابت أنا من وضعت الطفل عند الفجر وإختفيت وجاء رجل فسمعه يبكي وأخذه لبيته وهو يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فإطمئن قلبي ورجعت إلى القصر
كان برهان في حجرته وعلم كل الحكاية ثم خرج وسلم على خديجة وقال إذا كان الأمر هكذا فمن أجل أخي سأتنازل له عن غرام ياسمينة ليحيا فكلنا يعرف أنه فتى تحبه الرعية لكرمه وأخلاقه ففي هذه المملكة لا يجوع أحد ويأكل الفقراء من طعام الملك
أجاب برهانلا وقت لدينا هيا بنا إلى دار صالح
لما طرق مسعود الباب فتحت له البنات الباب ولما رأين خديجة قلن له ماذا تفعل هذه اللعېنة هنا
أجاب الرجل الأول هناك حكاية عجيبة لا بد أن تسمعنها
سألتها البنت الكبرى وما دليلك أن برهان هو من كان في القفة
أجابت له شامة تشبه الرمانة على كتفه اكيد ليست الشامة مثل شامة ودعة
وكشف برهان عن ظهره وكانت الشامة كما وصفتها المرأة ثم نظرت القهرمانة إلى ياسمينة وسألتهاألا تزالين تحبين محمود
همست البنت نعم يا خالة
قالت خديجة إذن هيا بنا إذن للقصر فحالته سيئة جدا وقد ېموت إذا لم يراك
لما دخلوا حجرة الأمير كان نائما وقد بدأت الحياة تفارقه فلم يبق منه سوى الجلد والعظم إرتعبت ياسمينة لمنظره
وإقتربت من وجهه وهمستأنا هنا يا محمود
فتح عينيه ببطئ وقال هل أنت حقا ياسمينة بنت صالح أجابته نعم أنا هي هيا قم فلقد أتيتك من الدار بطعام طبخته بنفسي ساعدته القهرمانة على النهوض وأطعمته البنت بنفسها وسقته فإنبسطت نفسه
ثم غنت له بغناء من ايام الزمن الجميل وواصلت غنائها وقد زاد صوتها رقة وجمالا تمايل معه الحاضرون
بعد ساعة تحسنت صحة الأمير كثير وظهرت البهجة على محياه وكانت عيناه لا تفارقان وجه ياسمينة التي قالت له سأشعر بالخجل إن واصلت النظر إلى وجهي
فضحك وأجابأليس أفضل يا فتاة من النظر إلى السقف وأنا هائم أفكر فيك
بعد لحظات دخلت خديجة وقالتهناك مفاجأة هل تعرف أن لك أخا في مثل عمرك
أجاب لا علم لي بذلك
قالت خديجة لقد أخفى أبوك عن كل الناس ذلك لأنه من إحدى جواريه
ظهر عليه الاهتمام وسألها أين هو الآن
دخل برهان وكان فتى طويلا ووسيما
فصاح الأمير أنت هو أخي
رد الفتى نعم وأنا في خدمة مولاي
جاء أحد العبيد وإسمه حمدان إلى إبراهيم عم الأمير وقال له عذرا على إقلاق راحة سيدي ولكني مررت بجناح إبن أخيك واما رأيته هناك لن يسرك سأله العم ماذا حصل هيا أخبرني
سكت العبد قليلا كأنه يخشى مما ڠضب إبراهيم ثم همس لقد إسترد ذلك الغلام عافيته شيء لا يصدق لقد كان مريضا منذ ساعات لكن لما رأيته منذ حين وجدته
متابعة القراءة